الفنان المغربي ElgrandeToto يذهب بالهيب هوب العربي إلى صدارة قائمة هوت 100 من بيلبورد عربية.
بعد سنتين على صدور ألبومه الأول كاميليون، احتفل الغراندي طوطو بألبومه الثاني المنتظر الذي حمل اسم 27، في مدينته كازابلانكا. صرّح طوطو في مقابلة خاصة مع بيلبورد عربية خلال حفل الإطلاق، أن هذا الألبوم مختلف عما سبقه من حيث الكتابة وهو أكثر عمقًا ونضجًا، وأشار إلى أنه يعكس المشاكل التي عاشها وتجاربه الشخصية قبل دخوله عالم الفن وبعده.
حمل غلاف الألبوم صورة باب يحترق وينبعث منه الدخان، بينما عكس الرقم 27 رمزيتان: الأولى عمر طوطو، والثانية تاريخ 27 مايو 2016، أي يوم تعرض منزله للاحتراق. ضم الألبوم مقطوعات حميمة تتعمق بالصراعات التي واجهها طوطو طوال حياته، مع التركيز بشكل خاص على التحديات التي واجهها العام الماضي، منها عدم حصوله على تأشيرة للسفر إلى فرنسا مما عرقل جولته الفنية.
أطلق طوطو تراك ولد لعدول قبل حوالي شهر من الألبوم، وحكى فيها عن ارتباطه بعائلته. أضافت أوتار البيانو لمسة لطيفة على الإيقاع، ما خلق توازنًا مع الكلمات القاسية والمثقلة التي رواها بتدفق مرن، واختتم التراك بتسجيل صوتي لأخته. شارك أيضًا في إخراج تراك دلالي مع المخرجين سفيان جراح ومكسيموس ماركوس. أعاد المنتج نوڤو تدوير عينات من موسيقى الراي فيها، بينما اصطحبنا صوت طوطو المليء بالتلاوين إلى جنرا التراي: “دلالي واه يا دلالي غنديك لمالطا نسيك في عذابي”.
أظهر الألبوم عملية إبداعية متقنة في الكتابة إلى جانب الفلوهات المرنة، حيث تنقّل طوطو من الدارجة إلى الفرنسية والإنجليزية. ودمج إيقاعات شمال إفريقية تقليدية مع صوت الهيب هوب الحديث، في إصدارات مثل لايك ذات مع أوكسلايد، وميزانوتس مع روندوداسوسا. تضمّنت أغنية برا مي أيضًا إيقاعات إفريقية بالاشتراك مع بيني جونيور، بينما أدّى طوطو بطبقة صوتية منخفضة تحاكي انغماسه في تجاربه الشخصية.
يروي طوطو تفاصيل حياته اليومية بتلقائية وصراحة دون الحاجة إلى تجميلها، فيسهل الشعور بصدق كلماته، خاصة لدى الشباب المغربي الذي يشاركه الهموم والأحلام والخيبات عينها. تصف مغريبي هذه الحالة وتغوص في عمق الثقافة المغربية، ليحكي طوطو عن نظرة جيله إلى المستقبل المحمّلة برغبتهم في الترحال وقطع البحور والمسافات.
أكد ElgrandeToto في مقابلته مع بيلبورد عربية أنه اختار تعاوناته بدقة مع فنانين ومنتجين بارزين. حيث قدّم في رازون مع مراد تجربة سمعية غنيّة بالضربات على الإيقاع، في نسيج صوتي يفيض بالمشاعر. كما تعاون مع دوبل إيه ونوڤو في إنتاج هاش نبليم بالاشتراك مع أنون تي، وتعاون مع كاترينا سكواد في بغاوني ليتابع سرديته الثقيلة فوق جمل السنث الحالمة والهادئة: “زنقة عطتني الكاريير”.
تُدخلنا سلطان في مزاج صاخب، وبنبرة واثقة يعلن طوطو “في الراب أنا سلطان”. بينما يختم الألبوم في ليللا، من إنتاج إنيغما، حيث يطلق العنان لانفعالاته ويفرِّغ طاقته في بارات تسدل الستارة على هذا العمل الفني المتقن.
أظهر ألبوم 27 قدرة طوطو على تجاوز المصاعب والتحديات، وتحويل التجارب الشخصية إلى فن حيّ. بمجرد صدور الألبوم، احتلت أغنياته مراتب متقدمة على قائمة هوت100 وحققت ملايين الاستماعات على منصات البث في أقل من أسبوع،فيما صرّح أنه صوّر فيديو كليبات لعدد من أغاني الألبوم التي سيتم إصدارها في الفترة المقبلة.