رغم الانتظار الطويل والآمال العريضة التي علقها جمهورها المغربي والعربي لم يكن حفل الفنانة شيرين عبدالوهاب في ختام مهرجان موازين 2025 على قدر التطلعات. إذ شهد الحفل سلسلة من المواقف الغريبة والارتباك، ما أضفى على الأمسية الفنية طابعًا باهتًا لم يرقَ إلى ما تعود عليه جمهور المهرجان من عروض احترافية.
أداء ضعيف وبداية مرتبكة: “البلاي باك” يصدم الجمهور
بدأت المغنية المصرية حفلها بأداء مسجل لأغنية “حبيبي نساي”، معتمدة على تقنية البلاي باك، وهو ما أثار استياءً واسعًا في صفوف الحاضرين، الذين أطلقوا صافرات الاستهجان، مطالبينها بالغناء الحي مرددين: “صوتك صوتك!”. ورغم أنها استجابت لاحقًا وبدأت في الغناء المباشر، إلا أن الانطباع الأول كان قد ترسخ، وتراجع الحماس العام في أجواء المنصة.
غياب الروح… وتفاعل ضعيف رغم الحضور الغفير
على منصة النهضة، التي عرفت حضورًا جماهيريًا قياسيًا في هذه الدورة، ظهرت شيرين عبدالوهاب متوترة، مشتتة الذهن، وبعيدة عن الحالة الفنية المعتادة منها. لم تتفاعل مع الجمهور بالشكل المطلوب، وغابت عنها العفوية التي طالما ميزت حفلاتها. كما استغرب الحاضرون التوقف المتكرر لسير الحفل كل أربع أغانٍ تقريبًا، حيث كانت تختفي من المنصة لدقائق دون تفسير، ما أثار علامات استفهام كثيرة حول حالتها الصحية والنفسية.
مشاكل تنظيمية… وتأخر بسبب خلاف مادي
كشفت مصادر من اللجنة المنظمة لمهرجان موازين – إيقاعات العالم أن الفنانة شيرين عبدالوهاب رفضت الصعود إلى المسرح قبل تسلم كامل أجرها نقدًا، بدل التحويل البنكي المعتمد. هذا التأخير تسبب في انطلاق الحفل بعد منتصف الليل، ما أثار غضب الجمهور، خاصة أن العديد منهم تنقل من مدن مغربية مختلفة وحتى من خارج المغرب لحضور هذه السهرة المنتظرة.
إطلالة وُصفت بغير اللائقة… وسرية تامة حول التحضيرات
أطلت شيرين على الجمهور بملابس وصفها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأنها لا تليق بمقام الحفل الختامي، مما أثار موجة انتقادات جديدة. كما اختارت القدوم إلى المغرب في سرية تامة عبر طائرة خاصة، دون إجراء أية مقابلات صحفية أو مشاركة صور على منصات التواصل، فارضةً شروطًا صارمة على إدارة المهرجان، منعت بموجبها أي صحفي من الاقتراب منها، مع تهديدها بالانسحاب في حال الإخلال بأي من تلك الشروط.
لحظة عاطفية: دموع وارتباك على المسرح
رغم الأجواء المتوترة، لم تتمالك شيرين دموعها عند صعودها إلى المسرح، متأثرة برؤية الجماهير الغفيرة، فاستدارت لمسح دموعها بعيدًا عن عدسات الكاميرا. هذا المشهد كان من اللحظات النادرة التي أعادت بعض التعاطف من الجمهور، الذي ظل، رغم كل شيء، يحمل محبة كبيرة للفنانة المصرية.
محبة الجمهور لا تكفي لتجاوز خيبة الأمل
رغم الكم الكبير من الانتقادات، عبّر العديد من المعجبين والمتابعين عن تعاطفهم مع شيرين، معتبرين أن الظروف النفسية الصعبة التي مرت بها في السنوات الأخيرة أثّرت بشكل كبير على عطائها الفني. ودعا هؤلاء إلى معاملتها برأفة بدلاً من تحميلها كل المسؤولية، خاصة بعد الأزمات التي عاشتها، من بينها طلاقها من المغني حسام حبيب، وادعاءات تعنيف وسرقة، بالإضافة إلى دخولها مصحة للعلاج من الإدمان.
شيرين تتصدر “الترند” وتُلهب مواقع التواصل
رغم الانتقادات، تصدّر اسم شيرين عبدالوهاب قائمة المواضيع الأكثر تداولًا على جوجل ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من رأى أن الحفل كان “فضيحة فنية”، ومن طالب بالدعم النفسي والإنساني لفنانة عاشت ظروفًا قاسية في السنوات الأخيرة.
خلاصة: بين النجومية والارتباك… شيرين عبدالوهاب تثير الجدل في مهرجان موازين
كان من المتوقع أن يكون حفل شيرين عبدالوهاب أيقونة ختام مهرجان موازين 2025، إلا أن ما حدث فوق المسرح وما دار خلف الكواليس جعله عرضًا باهتًا يختزل التناقض بين تاريخ فني زاخر وظروف إنسانية معقدة. فهل ستكون هذه المشاركة فرصة للمراجعة، أم بداية النهاية لأحد أبرز الأصوات العربية؟